النقد

أمل ووهم

الرمزيه هي أساس الفيلم. هذا الفيلم الغنائي المأساوي الذي يناقش قضايا بداية الخليقة واستمرارية المستقبل يعتمد على مرآة تعكس الحقيقة على شاشة بيضاء تضاء في الظلمة. هذه الشاشة التي يعتاد الجمهور من كل الطبقات والأجناس على ارتيادها ترسل الصور المرادة بطريقة غير مباشرة، فهذا الكلام معلوم، لكن يوسف شاهين استغل هذه الفرصة بإرسال أكبر عدد ممكن من الأفكار التي تحث على التغيير النمطي متبلورة في "فيلم عودة الإبن الضال".   الفيلم ذو المائة وعشرين دقيقة، قد أنتج عام "1976"، وألف من قبل شاعر الثورة أو فيلسوف الفقراء صلاح جاهين، ومن إخراج الأستاذ - يوسف شاهين، ممثلًا من قبل العظيم شكري سرحان ومع أنتوني كوين الشرق محمود المليجي وبالاشتراك مع سهير المرشدي، وبطولة مراهقان قد شكل الفيلم نقطة البداية لمسيرتهم الفنية؛ الممثل القدير هشام سليم وملاك الطرب العربي ماجدة الرومي. فهو يسرد قصة عائلة المدبولي في ريف مصر، تحديدًا في قرية ميت شبورة، التي لها أملاك ونفوذ كمعصرة زيت وقطيع من الماشية،   وبالطبع لهم من العمال وفرة. فهذه العائلة مكونة من الجد محمد، وزوجته رتيبة، وإبنين طلبة وعل...

خمسون عامًا للجمهور

 



        انتهت صباح اليوم مسيرة ممثل قدير قد أفنى حياته لإسعاد وإحزان وإضحاك وإبكاء الجمهور في آنٍ واحد على مدار خمسين عامًا من خلال الشاشات بأحجامها وأنواعها وألوانها من وعلى البلاتوهات والمسارح.

        ولد الممثل الراحل عام 1958 في 27 من كانون الثاني/ يناير للمايسترو: لاعب كرة القدم الشهير صالح سليم، ودرس في كلية العائلة المقدسة (Collège de la Sainte Famille) وأكمل دراسته الجامعية في الأكاديمية الملكية (Royal Academy for Arts) في لندن، المملكة المتحدة.

        بدأت مسيرته مع الفن منذ أن كان عمره اثنتي عشر سنة في فيلم "إمبراطورية م" مع أمّه العرابة فاتن حمامة، كطفل لها في الفيلم عام 1972. ولمع نجمه في فيلم "عودة الابن الضال" الذي لعب دور البطولة فيه مع المغنية ماجدة الرومي مطّبقًا لإرشادات مخرج الفيلم، الأستاذ يوسف شاهين في عام 1976، حينها مجال التمثيل في السينما والتلفزيون عرف اسمًا جديدًا سيتمم جيل الزمن الجميل.

        وفي المجال هذا تألق، حيث أنه قد شارك بأكثر من مئة عمل فني، ناقلًا فيه للجمهور مرآة تعكس الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطن مع إعطاء الحلول والترفيه عما يواكبون في حياتهم، وبجانب تمثيله للمسلسلات التاريخية التي تثقف المشاهدين في آن تسليتهم. وفي رصيد المائة عمل فني أبرزها كان مسلسل "ليالي الحلمية"، مسلسل "الراية البيضاء"، فيلم "لا تسألني من أنا" وفيلم "اللعب مع الشياطين" وآخرها مسلسل "هجمة مرتدة". هكذا طويت صفحات حياة هذه الشخصية بعد معاناة من المرض الذي سطرت فصول حياته الأخيرة.

لقد رحل عن عالمنا اليوم: هشام سليم